1- أثر الذنوب على العقل.2- أثر الذنوب على الإيمان.3- أثر الذنوب على الأمور الأخروية.4- أثر الذنوب على الأمور الدنيوية.1) تأثير الذنوب على العقلتأثير الذنوب على العقل واضح للمتفطن حيث أنه كما أن المرآة تتسخ بسبب
الغبار فلا يرى منها فكذلك العقل بسبب الذنوب تحصل فيه حجب وأغطية فلا
يستطيع أن يتحرك فلو أن الإنسان لم يعص اللَّه تعالى أربعين يوماً لجرت
ينابيع الحكمة على لسانه كما في الخبر.
فالذنوب تمنع من الإدراك والفهم ولذا لقمان الحكيم لم يكن حكيماً إلا لصفاء
سريرته وفي المقام قال الرسول الأكرم
صلى اللَّه عليه وآله وسلم: ((من قارف ذنباً فارقه عقل لا يرجع إليه أبدا))2) تأثير الذنوب على الإيمانفتأثير المعاصي على الإيمان فهو كما أن الطاعة مقربة إلى الله تعالى وجالبة
لرضاه فكذلك المعاصي بضدها مبعدة عنه ومجلبة لسخطه والذنب على الذنب
كالحطب مع النار فبه تشتد المعاصي وباشتداد المعاصي يخرج الإنسان من موضع
عناية اللَّه تبارك وتعالى.
3) تأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرةفتأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرة هو سبب أساسي لنسيان
اللَّه وعدم الاستعداد للقائه
انظر إلى عظم الاقتحام في الذنب ولذا ترى في بعض الأوقات تحب أن تفعل كل ما
يرضي اللَّه من استماع القرآن الكريم وصلاة الليل وغيرها وهذا ينم عن عمل
صالح عملته فاللَّه أحبك وأراد منك غير هذا لكي تحضى على كرمه, وفي
المقابل ترى بعض الناس يحب أن يسمع الغناء أو يتلهى في أمور لا يرضى بها
اللَّه تعالى من نظر إلى الأفلام الساقطة التي لا يقبلها اللَّه تعالى ولا
رسوله ولا أهل البيت ولا البضعة الطاهرة عليهم السلام ولا الصحابة رضوان
الله عليهم، وهذا يكشف على أن هذا الشخص بعُد عن اللَّه تعالى فقرب إليه
الشيطان الرجيم ولذا إذا حصلت هذه الحالة لأحد المؤمنين فلابد أن يأتي
بطاعة للَّه تعالى ولو سجدة لأنك بذلك ترغم أنف الشيطان.
وليس الأمر مقتصراً على هذا الحد وهو عدم التوفيق للطاعة بل في يوم القيامة
يشاهد الأمرًين،
فعن رسول الله صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ((يا بن مسعود لا تحقرن ذنباً ولا تصغرنه واجتنب الكبائر فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلى ذنوبه دمعت عيناه قيحاً ودماً))يقول اللَّه تعالى {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت
من سوء تود لو ان بينها وبينه أمدا بعيدا ويحدركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد} آل عمران 304) تأثير الذنوب في الأمور الدنيويةفتأثير المعاصي على الأمور الدنيوية كبير جداً فكل مرض وبلية ومشكلة هي
بذنب فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: أما أنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة
ولا صداع ولا مرض إلا بذنب وذلك قول اللَّه عزوجل في كتابه: وما أصابكم
من مصيبة ...) ثم قال وما يعفو اللَّه أكثر مما يؤاخذ به. بل أعظم من ذلك فحتى الخدشة والكبوة في الأرض
قال الله تعالى {ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير} الشورى30بل أنه قد يبتلى الإنسان في زوجته والزوجة في زوجها أو في أبنائهم وما هو
إلا بسبب الذنوب.
وعن الرسول الله صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ((السقـــــــم يمحو الذنـــــــوب))فلا يحزن من يصاب بالعاهات والاسثام والمرض فهو وإن تألم ولكن هذا الألم لا يقاس بألم
الآخرة فليفرح وليحمد اللَّه على حاله وليطلب العون والمغفرة،
وحتى المرض في الأبناء أحياناً يكون كفارة لذنوب الوالدين.
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال: ((لا بأس، طهور إن شاء الله)) -صحيح الجامع-وقال صلى الله عليه وسلم ((ما من عبد يصرع صرعة من مرض، إى بعثه الله منها طاهرا)) -صحيح الجامع-قال صلى الله عليه وسلم: (( لا يصب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إى بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر)) -صحيح الجامع-وقال صلى الله عليه وسلم ((ان الله ليبتلي عبده بالسقم حتى يكفر ذلك عنه كل ذنب)) -صحيح الترغيب-بل إن الإنسان في بعض الأحيان يشعر بحزن ولا يعرف سببه وما هو إلا ذنب عليه
فاراد اللَّه تعالى عن طريق الحزن التكفير عنه.
فعن رسول الله صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: ((إذا كثرت ذنوب المؤمن ولم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه اللَّه بالحزن ليكفرها به عنه))بل أعظم من ذلك بعض الأحيان يرى كوابيساً وأموراً مخيفة في نومه وما هي إلا
كفارة لذنوبه.
بل إن من يموت بسبب الذنوب أكثر ممن يموت بسبب الأجل فاللَّه تعالى مثلاً
قرر للإنسان أن يعيش مائة سنة فإذا أذنب نقصت سنة وإذا اغتاب مثلاً نقصت
مقدار وهكذا حتى يموت في سن مبكرة وما هو إلا بسبب ذنوبه.
خلاصة الكلاموبالجملة فهناك موازنة فبكل ذنب بلاء و لذا كثرت الأمراض وخروج أنواع جديدة
منها, وما هو إلا بسبب الذنوب
بل إن بعض الذنوب تسلب بركات اللَّه ورحمته
فهذا صك ضمان من اللَّه تعالى فلا تعصوا لكي لا تسلب نعمة منكم، بل لا تعصِ
لكي تنزل بركاته عليكم فان الإنسان إذا عصى منع اللَّه عنه ما أراد أن
يعطيه من مال أو ولد أو جاه أو صحة أو رزق أو غيرها.
وهنالك نوع من الذنوب مفعولها سريع فيعاقب الإنسان بها في الدنيا.
فعن رسول الله صلى اللَّه عليه و آله وسلم قال: ((ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة عقوق الوالدين والبغي على الناس وكفر الإحسان))وأعظم الذنوب عن الله الشرك
عن عبد الله بن مسعو رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي ذنب أعظم عند الله؟ قال: ((أن تجعل لله ندا وهو خلقك))